للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- صلى الله عليه وسلم - عن نفسه: " إنّ عيني تنامان ولا ينام قلبي " (١).

[٢ - رؤية النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام]

عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل بي، ورؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة" (٢).

وعن جابر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من رآني في النوم فقد رآني، فإنه لا ينبغي للشيطان أن يتشبه بي " (٣).

فقد دلت هذه الأحاديث على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - يُرى في المنام وأن من رآه فقد رآه حقيقة فإن الشيطان لا يتمثل به (٤).

[٣ - رؤيا الأنبياء وحي]

قال تعالى عن إبراهيم - عليه السلام -: {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَابُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَاأَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (١٠٢) فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (١٠٣) وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَاإِبْرَاهِيمُ (١٠٤) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} (٥).

فهذه الآية إخبار من الله - عز وجل - عن إبراهيم - عليه السلام - أنه رأى في المنام أنه يذبح ابنه، ثم بين الله - عز وجل - أن هذه رؤيا حق حيث أن إبراهيم سعى لتنفيذ رؤياه {فَلَمَّا


(١) صحيح مسلم، كتاب صلاة المسافرين، باب صلاة الليل وعدد ركعات النبي - صلى الله عليه وسلم - في الليل وأن الوتر ركعة وأن الركعة صلاة صحيحة: ١/ ٥٠٩، برقم (٧٣٨).
(٢) صحيح البخاري، كتاب التعبير، باب من رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام: ١٣٣٧ برقم (٦٩٩٤).
(٣) صحيح مسلم، كتاب الرؤيا، باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: من رآني في المنام فقد رآني: ٤/ ١٧٧٦ برقم (٢٢٦٨).
(٤) انظر: شرح أصول اعتقاد أهل السنة: ٢/ ٣٦٣، وفتح الباري: ١٢/ ٣٨٤ - ٣٨٥.
(٥) الصافات: ١٠٢ - ١٠٥.

<<  <   >  >>