للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالنتيجة، وهذا يوصف الله به وليس فيه نقص بأي وجه من الوجوه" (١).

[رابعاً: توحيد الألوهية]

في تقرير الله - عز وجل - لألوهيته، واحتجاجه على المشركين بما يقرون به يقول تعالى منبهًا على قدرته التامة، وسلطانه العظيم في خلقه الأشياء، وقهره لجميع المخلوقات وأنه المالك المتصرف في هذه الآية الكونية -الحياة والموت-، وهو المتفرد بذلك (٢):

{وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٦٠) وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ (٦١) ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ} (٣).

وقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ} (٤).

كما قرر الله هذا التوحيد، وأنكر على المشركين دعوتهم غير الله معه، وبأنه سبحانه هو الخالق للعباد وهو المحيي والمميت لهم، فإذا كان هو الذي يفعل ذلك وحده فيجب أن يعبد وحده (٥)، قال تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (٦٧) هُوَ


(١) لقاءات الباب المفتوح للشيخ محمد بن عثيمين: ٥١ - ٦٠، دار الوطن، الرياض: ٢١٥، وانظر: مجموع الفتاوى: ١٠/ ٥٨، ١٨/ ١٢٩.
(٢) انظر: التحرير والتنوير: ٢٥/ ٢٨٤.
(٣) الأنعام: ٦٠ - ٦٢.
(٤) التوبة: ١١٦.
(٥) انظر: تفسير ابن كثير: ٥/ ٤٥١، وتفسير السعدي: ٤٨/ ٦٤٣، ٧٤٢.

<<  <   >  >>