للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب الأول: المراد بالتفسير العلمي]

ظهر في أوائل القرن الرابع عشر الهجري مصطلح" التفسير العلمي للقرآن" وما في معناه من المصطلحات الحادثة، والتي تشير إلى تأويل أو تفسير القرآن بما يتفق مع النظريات العلمية أو الاكتشافات الحديثة.

وأصل هذا التفسير كان قديماً في وقت الدولة العباسية؛ ولكنه في أول الأمر كان عبارة عن محاولات يُقصد منها التوفيق بين القرآن وما جَدَّ من العلوم، ثم وجِدت الفكرة مركَّزة وصريحة عند الغزالي (١)، ثم إن هذه الفكرة طُبِّقت علمياً وظهرت في مثل محاولات الفخر الرازي (٢) ضمن تفسيره للقرآن، ثم وجِدت بعد ذلك كتب مستقلة في استخراج العلوم من القرآن، وتتبع الآيات الخاصة بمختلف العلوم؛ ولكنها لم تكن مثل العصر الحديث كثرةً ولا مقارباً له (٣)، فراجت هذه الفكرة في العصر المتأخر رواجاً كبيراً،


(١) انظر: إحياء علوم الدين: ١/ ٣٦٩، واتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر لفهد بن عبد الرحمن الرومي، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط ٣: ٢/ ٥٥٥.
(٢) هو محمد بن عمر بن حسين القرشي التيمي الرازي، المعروف بالفخر الرازي ويقال له ابن خطيب الري، من كبار المتكلمين الأشاعرة، له مصنفات كثيرة، منها: مفاتيح الغيب، والمطالب العالية، والمباحث المشرقية، توفي سنة ٦٠٦. انظر: سير أعلام النبلاء: ٢١/ ٥٠٠، والبداية والنهاية: ١٧/ ١١.
(٣) انظر: اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر: ٢/ ٥٤٧، ومنهج المدرسة العقلية الحديثة في التفسير لفهد بن عبد الرحمن الرومي، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط ١: ٢٦٢ - ٢٦٣، والتفسير العلمي للقرآن في الميزان لأحمد بن عمر أبو حجر، دار المدار الإسلامي، بيروت، ط ٢: ٩٣ وما بعدها، والأحاديث النبوية التي استدل بها على الإعجاز العلمي في الإنسان والأرض والفلك لأحمد بن حسن الحارثي، رسالة مقدمة لنيل درجة الماجستير بكلية الحديث والدراسات الإسلامية بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية، مطبوعة بالحاسب الآلي: ١٤.

<<  <   >  >>