للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الثالث عشر: مشابهة المشركين في السجود للشمس عند طلوعها أو غروبها]

من المخالفات المتعلقة بهذه الآية الكونية مشابهة المشركين في الصلاة عند طلوع الشمس وعند غروبها؛ فإنه وقت مقارنة الشيطان للشمس وعند ذلك يسجد لها الكفار، وقد نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الصلاة في هذه الأوقات.

"فهذه الصلاة في وقت النهي فيها مصلحة تكثير العبادة، وتحصيل الأرباح، ومزيد الثواب، والتقرب إلى رب الأرباب، وفيها مفسدة المشابهة بالكفار في عبادة الشمس، وفي تركها مصلحة سد ذريعة الشرك، وفطم النفوس عن المشابهة للكفار حتى في وقت العبادة، وكانت هذه المفسدة أولى بالصلاة في أوقات النهي من مصلحتها، فلو شرعت لما فيها من المصلحة لفاتت مصلحة الترك وحصلت مفسدة المشابهة التي هي أقوى من مصلحة الصلاة حينئذ" (١)

الرابع عشر: الطعن في القرآن وزعم تناقضه حيث ورد فيه لفظ "المشرق" بصيغة الإفراد، والتثنية، والجمع.

من المخالفات العقدية المتعلقة بهذه الآية الكونية زعمهم التناقض في القرآن، فقالوا: إنه ورد في القرآن آيات متناقضة، فورد لفظ المشرق مرة بصيغة الإفراد في قوله تعالى: {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ} (٢)، ومرة بصيغة التثنية في قوله تعالى: {رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ} (٣)، ومرة بصيغة الجمع في قوله تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ} (٤)، وهذا تناقض.


(١) مفتاح دار السعادة: ٢/ ١٤٦.
(٢) البقرة: ١١٥.
(٣) الرحمن: ١٧.
(٤) المعارج: ٤٠.

<<  <   >  >>