للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى} (١)، وقال أيضاً عن الكافر الأشقى: {الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى (١٢) ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى} (٢).

فالمعذب"فيها لا يموت ولا يحيا، لا يموت فيستريح، ولا يحيا حياة يتلذذ بها، وإنما حياته محشوة بعذاب القلب والروح والبدن، الذي لا يقدر قدره، ولا يفتر عنه ساعة، يستغيث فلا يغاث، ويدعو فلا يستجاب له" (٣).

وأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه يؤتى بالموت في الآخرة فيذبح، عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " يؤتى بالموت كهيئة كبش أملح، فينادي مناد: يا أهل الجنة، فيشرئبون وينظرون، فيقول: هل تعرفون هذا؟ فيقولون: نعم، هذا الموت، وكلهم قد رآه، ثم ينادي: يا أهل النار، فيشرئبون وينظرون، فيقول: هل تعرفون هذا؟ فيقولون: نعم، هذا الموت، وكلهم قد رآه، فيذبح، ثم يقول: يا أهل الجنة خلود فلا موت، ويا أهل النار خلود فلا موت، ثم قرأ: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} " (٤).

[تاسعاً: الإيمان بالقدر]

من الإيمان بالقدر الإيمان بعلم الله وخلقه وقدرته ومشيئته، وقد نبه الله - عز وجل - على كمال قدرته في خلقه الأشياء المتضادة، قال تعالى: {وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا} (٥)، وقال تعالى: {وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ} (٦) إلى غيرها من الآيات.


(١) طه: ٧٤.
(٢) الأعلى: ١٢ - ١٣.
(٣) تفسير السعدي: ٥٠٩، وانظر: التحرير والتنوير: ١٨/ ١٥.
(٤) صحيح البخاري، كتاب التفسير، باب {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ} مريم: ٣٩: ٩١٤ برقم (٤٧٣٠).
(٥) النجم: ٤٤.
(٦) الشعراء: ٨١.

<<  <   >  >>