للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

واقترحوه، فليست آيات، وإنما هي تعنتات وتعجيزات.

وبهذا يعرف الفرق بينها وبين الآيات: وهي البراهين والأدلة على صدق الرسول وغيره من الرسل، وعلى صدق كل خبر أخبر الله به، وأنها الأدلة والبراهين التي يلزم من فهمها على وجهها صدق ما دلت عليه ويقينه" (١).

وقد ذكر الشيخ محمد بن عثيمين - رحمه الله - في فوائد آيات الأنبياء ومعجزاتهم: "أنها دليل على قدرة الله، وأنها دليل على صحة ما جاءت به الرسل، وأنه لا يمكن للمرء إلا أن يصدق برسالة الرسول الذي جاء بها حيث جاء بما لا يقدر عليه أحد سوى الله - عز وجل - " (٢).

ثم بين من فوائد هذه الآيات أيضاً: " بيان رحمة الله بعباده، فإن هذه الآيات التي يرونها مؤيدة للرسل تزيد إيمانهم وطمأنينتهم لصحة الرسالة، ومن ثم يزداد يقينهم وثوابهم ولا يحصل لهم حيرة ولا شك ولا ارتباك" (٣).

فرحمة الله بالرسول الذي أرسله حيث ييسر قبول رسالته بما يجريه على يديه من الآيات ليتسنى إقناع الخلق بأمور لا يستطيعون معارضتها ولا يمكنهم ردها إلا جحودا وعنادا، قال الله تعالى: {فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ}، أي لما يرون من الآيات الدالة على صدقك.

{وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ} (٤) أي ولكنهم يعاندون الحق ويدفعونه بصدورهم (٥).

ومن الآيات التي حصلت للنبي محمد - صلى الله عليه وسلم - تأييد له من الله - عز وجل -: " ما


(١) المصدر السابق: ١٠٦.
(٢) مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين: ٥/ ٣٠٤.
(٣) المصدر السابق: ٥/ ٣٠٥.
(٤) الأنعام: ٣٣.
(٥) انظر: : تفسير ابن كثير: ٢/ ١٣٤.

<<  <   >  >>