للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ} (١).

وقال موسى - عليه السلام - لفرعون مبيناً الحجة على رسالته، وأن هذه الحجج لا تكون إلا من رب السماوات والأرض (٢): {قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَافِرْعَوْنُ مَثْبُورًا} (٣).

وفي حديث الإسراء بيَّن - صلى الله عليه وسلم - أنه عرج به إلى السماء، ووجد فيها الأنبياء: آدم، ويحيى، ويوسف، وإدريس، وهارون، وعيسى، وموسى، وإبراهيم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين (٤).

ومن الإيمان بالرسل الإيمان بما جاءوا به، وأنه من عند الله، وقد نزل من السماء إلى الأرض، فعن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه كان يحدث: "أن رجلا أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله، إني أرى الليلة ظلة تنطف السمن والعسل، فأرى الناس يتكففون منها بأيديهم، فالمستكثر والمستقل، وأرى سببا واصلا من السماء إلى الأرض، فأراك أخذت به فعلوت، ثم أخذ به من بعدك فعلا، ثم أخذ به رجل آخر فعلا، ثم أخذ به رجل آخر فانقطع به، ثم وصل له فعلا، قال أبو بكر: يا رسول الله، بأبي أنت، والله لتدعني فلأعبرنها، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: اعبرها، قال أبو بكر: أما الظلة فظلة الإسلام، وأما الذي ينطف من السمن والعسل فالقرآن حلاوته ولينه، وأما ما يتكفف الناس من ذلك فالمستكثر من القرآن والمستقل، وأما السبب الواصل


(١) الأعراف: ١٨٥.
(٢) انظر: تفسير القرطبي: ١٠/ ٣٣٧، وتفسير ابن كثير: ٥/ ١٢٤.
(٣) الإسراء: ١٠٢.
(٤) صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب الإسراء برسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى السماوات وفرض الصلوات: ١/ ١٤٨ - ١٤٩ برقم (١٦٣، ١٦٤).

<<  <   >  >>