للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذلك السحاب بردا يتلف ما يصيبه بحسب ما اقتضاه حكمه القدري، وحكمته التي يحمد عليها، فالذي أنشأها وساقها لعباده المفتقرين، وأنزلها على وجه يحصل به النفع وينتفي به الضرر، كامل القدرة، نافذ المشيئة، واسع الرحمة" (١).

ومن آيات الله التي يستدل بها على توحيد الربوبية"إنزال المطر الذي تحيا به البلاد والعباد، وقبل نزوله مقدماته من الرعد والبرق الذي يُخاف ويُطمع فيه، فهذه الآيات دالة على عموم إحسانه وسعة علمه وكمال إتقانه، وعظيم حكمته وأنه يحيي الموتى كما أحيا الأرض بعد موتها" (٢)، قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} (٣).

وكان من هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يفسر عن ثوبه عند نزول المطر، فسئل عن ذلك فقال: "إنه حديث عهد بربه" (٤) أي قريب العهد بخلق الله تعالى له (٥)، قال تعالى: {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} (٦).

ومن أدلة ربوبية الله - عز وجل - استجابته لدعاء الداعي، ومن مواطن الاستجابة عند نزول المطر (٧)، قال - صلى الله عليه وسلم -: " ثنتان لا تردان، أو قل ما تردان، الدعاء عند


(١) تفسير السعدي: ٥٧٠، بتصرف يسير.
(٢) انظر: المرجع السابق: ٦٣٩، وتفسير ابن كثير: ٦/ ٣١٠.
(٣) الروم: ٢٤.
(٤) صحيح مسلم، كتاب صلاة الاستسقاء، باب الدعاء في الاستسقاء: ٢/ ٦١٥ برقم (٨٩٨).
(٥) انظر: فتح الباري: ٢/ ٦٠٤، وشرح صحيح مسلم للنووي: ٦/ ٤٣٥.
(٦) البقرة: ١١٧.
(٧) انظر: مجموع الفتاوى: ٢٧/ ١٢٩.

<<  <   >  >>