للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا} (١)، "ولو كانت تجري وتدور على الشمس ... لكانت تزول من مكان إلى مكان وهذا خلاف نص الآية الكريمة" (٢).

وقال تعالى: {اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} (٣)، وقال تعالى: {أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا} (٤) أي: "قارة ساكنة ثابتة، لا تميد ولا تتحرك بأهلها ولا ترجف بهم، فإنها لو كانت كذلك لما طاب عليها العيش والحياة، بل جعلها من فضله ورحمته مهادًا بساطًا ثابتة لا تتزلزل ولا تتحرك" (٥).

وقد نقل أكثر من واحد الإجماع على وقوف الأرض وسكونها (٦)، بل نُقل إجماع المسلمين وأهل الكتاب على ذلك (٧).

وأن حركتها إنما تكون في العادة بزلزلة تصيبها، وزلزلة الأرض على نوعين: زلزلة عامة وهي التي تكون يوم القيامة، وزلزلة خاصة وهي التي تكون في نواحي الأرض (٨).


(١) فاطر: ٤١
(٢) الصواعق الشديدة: ٢٣.
(٣) غافر: ٦٤.
(٤) النمل: ٦١.
(٥) تفسير ابن كثير: ٦/ ٢٠٣.
(٦) انظر: الفرق بين الفرق: ٢٩٠.
(٧) تفسير القرطبي: ٩/ ٢٨٠. وانظر: الصواعق الشديدة: ٥٣، وذيل الصواعق لمحو الأباطيل والمخارق: ٣٤٧.
(٨) انظر: تفسير التحرير والتنوير: ١٧/ ١٨٧، وتتمة أضواء البيان للشيخ عطية سالم: ٩/ ٤٣٠.

<<  <   >  >>