للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عشرها أو واحد بالمئة منها منذ عشرين عاما فقط" (١).

أيضاً: "فإن أحدا من العلماء لم يسبق له وصف هذا المرض أو الطاعون من قبل وهو ما ختم به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثه الشريف في قوله: " ... التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا" فانظر إلى خبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الواثق في الله تعالى" (٢).

وهذا يدل على صدق ما أخبر به الرسول - صلى الله عليه وسلم - وإعجاز في حديثه من جهتين:

إن رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم - يخبر عن حال أهل الفاحشة في كل زمان ومكان، بثقة المتكلم عن الله، وما كان أغناه أن يصف الطواعين والأوجاع بأنها لم تكن في أسلافهم الذين مضوا، هذا لو كان بشرا عاديا حتى يضمن كلامه في المستقبل ... ولكن رسولنا الكريم يثق في الله تعالى ويتكلم عن الله، فأنبأ أن هذه الطواعين والأوجاع سيصيب الله بها أهل الفاحشة، وستكون جديدة وغير معروفة. وهكذا نرى في حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إعجازين:

"الأول: إخباري ... تحديد لأهل الفاحشة بقوله: إن الله سيبتليهم بأمراض.

الثاني: طبي إعجازي ... تحديد نوعية هذه الطواعين بأنها لم تكن في أسلافهم الذين مضوا .. " (٣).

والإعجاز النبوي يظهر في الحديث أيضاً في منع الشخص المقيم في


(١) الأمراض الجنسية أسبابها وعلاجها: ٦، ١٧، ٢٢٩.
(٢) قواعد تناول الإعجاز العلمي والطبي في السنة وضوابطه، للأستاذ الدكتور: عبدالله بن عبدالعزيز المصلح، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، ط ١: ٣٢.
(٣) انظر موسوعة الإعجاز العلمي في الحديث للأستاذ عبدالرحيم مارديني، دار المحبة، بيروت: ١٢٠ - ١٢١.

<<  <   >  >>