للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأخبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن الوقت الذي يتم فيه هذا التبديل هو وقت يكون الناس على الصراط، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: "سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن قوله تعالى: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ} (١)، فأين يكون الناس يا رسول الله؟ فقال: على الصراط" (٢).

وعن ثوبان - رضي الله عنه - أن حبراً من أحبار اليهود سأل الرسول - صلى الله عليه وسلم - فقال: "أين يكون الناس يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: هم في الظلمة دون الجسر" (٣).

كما أخبر عنها أنها تشرق وتضيء يوم القيامة بنور ربها (٤)، قال تعالى: {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} (٥).

وقوله تعالى: {وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً} (٦) "خطاب لسيد المخاطبين - صلى الله عليه وسلم - أو لكل أحد ممن يتأتى منه الرؤية، أي: وترى جميع جوانب الأرض: بارزة بادية ظاهرة، أما ظهور ما كان منها تحت الجبال فظاهر، وأما ما عداه فكانت الجبال تحول بينه وبين الناظر قبل ذلك أو تراها بارزة لذهاب جميع ما عليها من الجبال والبحار والعمران والأشجار، وإنما اقتصر على زوال الجبال


(١) إبراهيم: ٤٨.
(٢) صحيح مسلم، كتاب صفات المنافقين وأحكامهم، باب في البعث والنشور وصفة الأرض يوم القيامة: ٤/ ٢١٥٠ برقم (٢٧٩١).
(٣) صحيح مسلم، كتاب الحيض، باب بيان صفة مني الرجل والمرأة وأن الولد مخلوق من مائهما: ١/ ٢٥٢ برقم (٣١٥).
(٤) انظر: تفسير ابن كثير: ٧/ ١١٨.
(٥) الزمر: ٦٩.
(٦) الكهف: ٤٧.

<<  <   >  >>