التي أزالت الزوايا منه، واذهبت التضريس عنه. ثم استخرج علم مساحة الارض من النجوم وذلك انه لما لم يكن الى علم مساحة الكرة سبيل الاستخراج أعظم دائرة تقع عليه وهي التي تقسمها «٤» نصفين، وكان استخراج هذه الدائرة بالذراع ومباشرتها بالفعل متعذرا. أما واحدة فلحاجة الانسان الى قطع دور الارض بجسمه وذلك غير ممكن لما وصفناه من ضعفه وقصر عمره. وأما ثانية فلانه لو كان قادرا على ذلك لم يأمن أن يلقاه في وجهه اذا أمعن في السير للمساحة والذرع ما يعوقه عن وجهه من الجبال الشامخة والاودية المنقعرة والبحار المنكرة والامم المختلفة المذاهب والخلائق قصد كسوفا قمريا في مدينتين من المدن التي تحت خط واحد من الخطوط الموازنة لفلك معدل النهار، وأخذ قدر المسافة بين هاتين المدينتين فقايس به ما بين وقتي الكسوف فيهما، فجعل للمدة من الزمانين قسطا من المسافة بين البلدين، وعمل على ذلك في زمان مسير الشمس يوما وليلة، وهو دور الارض فنسب مسافة الارض من درج الفلك. ونبين به ما أراد تبينه وما أرى أكثر من تعدا هذا الموضع ممن لم يطالع أشياء من صناعة النجوم، بتحققه ولا بأس ان تبسطه ليظهر عند من لم يكن عارفا بهذه الصناعة، وما أردناه به. فنقول: ان البلدين اللذين استخرجا قسط ما يخص الاجزاء الفلكية ومسافة ما بينهما هما بلدان عرضهما واحد، ومعنى عرض البلد بعده عن معدل النهار وهو خط الاستواء فان لم يكن هذان البلدان في الطول الذي هو بعده ما بين المشرق والمغرب مسافة ما قصد كسوف قمري، وكان مثلا في البلد المشرقي على ساعتين من الليل، وفي المغربي على ساعة وكانت مسافة ما بينهما من الاميال ألف ميل فيعلم «٥»