قالوا: غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة سبع [للهجرة]«١٢» فطاوله أهلها وماكثوه وقاتلوه فحصرهم «١٣» قريبا من شهر، ثم أنهم صالحوه على حقن دمائهم وترك ذراريهم وعلى أن يجلوا «١٤» ويخلوا بينه وبين الارض، والصفراء والبيضاء، والحلقة وسائر البزة «١٥» ، الا ما على أجسادهم والا يكتموه شيئا، فخمس رسول الله صلى الله «١٦» عليه الغنيمة من الارض وغير ذلك، وقسم الباقي بين المسلمين، وكانت من أرض خيبر «١٧» الكتيبة بحق الخمس، والشق والنطاة وسلالم والوطيحة للمسلمين ولم يكن للمسلمين فراغ للقيام على الارضين فدعا رسول الله صلى الله عليه [وسلم]«١٨» من نزل على الجلاء من أهل خيبر الى القيام بها على أن يكفوا العمل فيها ولهم النصف وللمسلمين النصف من الزرع والنخل، وكان عبد الله بن رواحة يصير اليهم في كل سنة فيخرص عليهم ثم يخيرهم بين أن يخرص ويختاروا أو يخرصوا ويختار فقالوا: بهذا قامت السماوات والارض، فلما كانت خلافة عمر أجلاهم ودفع الارض الى من كان له فيها سهم من المسلمين.