ثم استخلف المعتصم بالله «٧٠١» فكان على مثل ذلك، حتى صار جل من في عسكره من الجند، من أهل ما وراء النهر، من الصغد والفراغنة والاشروسنية وأهل الشاش. وحضر ملوكهم بابه، وغلب الاسلام على ما هناك، وصار أهل تلك البلاد يغزون من وراءهم من الاتراك، وأغزى عبد الله بن طاهر [طاهرا]«٧٠٢» ابنه بلاد الغورية، ففتح مواضع لم يصل اليها أحد قبله.
[فتوح السند]
كان عمر بن الخطاب ولى عثمان بن أبي العاص الثقفي، البحرين وعمان في سنة خمس عشرة، فاستخلف أخاه الحكم على البحرين، ومضى الى عمان، فأقطع جيشا الى تانة «٧٠٣» في البحر. فلما رجع الجيش كتب الى عمر يعلمه ذلك، فكتب اليه عمر [يا أخا]«٧٠٤» ثقيف حملت دودا على عود، واني أحلف بالله لو أصيبوا لاخذت من قومكم مثلهم. ووجه الحكم أيضا الى بروص، ووجه أخاه المغيرة بن أبي العاص الى خور الدّيبل، فلقى العدو فظفر.
فلما ولي عثمان بن عفان، وولي عبد الله بن عامر بن كريز، كتب اليه يأمره، أن يوجه الى ثغر الهند من يعلم علمه، وينصرف اليه بخبره. فوجه حكيم بن جبلة العبدي، فلما رجع أوفده الى عثمان، فسأله عن حال البلاد فقال يا أمير [المؤمنين]«٧٠٥» ماؤها وشل، وتمرها دقل «٧٠٦» ، ولصها بطل، ان قل الجيش بها ضاعوا، وان كثروا جاعوا، فقال عثمان: أخابر