قال أبو الفرج: منزلة هذا الديوان من الخليفة، منزلة مجلس الاسكدار «٢» في ديوان الخراج، من المتولى له، لان سبيل الكتب الواردة من العمال في النواحي الى أمير المؤمنين، أن يكون ابتداؤها به وخروجها الى الدواوين منه بعد فضها وأخذ جوامعها، ليقرأها الخليفة ويوقع فيها تحت التوقيع فيه بما يراه، وهذا رسم كان الامر جاريا عليه، في الاوقات التي كانت الخلفاء فيها تتولى النظر في الكتب بأنفسها. فأما الان، فالمتولي لفض الكتب وأخراجها الى دواوين الوزير، وقد انتقل عمل هذا الديوان الى حضرته، وصار المتولى له كاتبا برسمه «٣» بذلك في داره، والذي يحتاج اليه في هذا الديوان من الكتاب كاتب يكون ما يعمله، مثل الذي بينا.
ان صاحب مجلس الاسكدار في ديوان الخراج، ما يعمله من انفاذ سراحات بما يرد عليه من الكتب، الى صاحب الديوان على حسب قسمة الدواوين والاعمال، وكاتب يعمل جوامع الكتب التي يحتاج الى عرضها وناسخ ينسخ ما يعمل به من ذلك في هذا الديوان.