[قال قدامة] هذا الديوان: سبيله أن يتقلده رجل له دين وأمانة، وفي خليقته عدل ورأفة ليكون ذلك منه نافعا للمتظلمين، وان يعمل [بجميع القصص]«١» جامعا يعرض على الخليفة في كل جمعة. فاذا قعد للناس، [وكان ممن له]«٢» صبر على تأمل القصة والتوقيع عليها، فعل ذلك. والا علق صاحب الديوان عليها رقعة فيها، مجموعها لينظر «٣» في المجموع، ويوقع على القصة بما يوجبه الحكم، حتى اذا انقض المجلس الذي يجلسه الخليفة، أو من يقوم مقامه. أخذ جميع القصص مجموعاتها، وأثبت المجموعات في الديوان، وذكر أسماء الرافعين، وأثبت التوقيعات على قصصهم. ثم دفعت القصص بعد ذلك اليهم، لئلا يجرى في الرقائع «٤» حيلة أو تزوير، فان عاود المتظلم مرة أو مرتين أو ثلاثا فصاعدا، أثبت جميع أمره في موضع واحد حتى اذا طولب باخراج حالة من ديوان المظالم، وجد أمره كله منسوقا مجموعا في موضع واحد، وأخرجها صاحب الديوان من غير كلفة، ويكون في هذا