قالوا: لما قدم خالد بن الوليد على المسلمين ببصرى «١٧٨» ، اجتمعوا عليها والصقوا بها وحاربوا بطريقها حتى الجأوه وكماة أصحابه اليها. ثم ان أهلها صالحوه على أن يؤمنوا على دمائهم، وأموالهم ويؤدوا الجزية، وزعم بعض الرواة، ان أهل بصرى صالحوا على أن يؤدوا عن «١٧٩» كل حالم دينارا، وجريب حنطة. وافتتح المسلمون جميع أرض كورة حوران، وغلبوا عليها.
واتاهم صاحب اذرعات فطلب الصلح، على مثل ما صولح عليه اهل بصري، وعلى أن جميع أرض الثنية «١٨٠» أرض خراج، وسار يزيد بن أبي سفيان الى عمان ففتحها فتحا يسيرا على مثل صلح بصرى، وغلب على ارض البلقاء، وتوجه ابو عبيدة بن الجراح في جماعة كثيفة من المسلمين من أصحاب الامراء ضموا اليه، فأتى مآب من أرض البلقاء، وبها جمع العدو، فافتتحها صلحا على مثل صلح بصرى، وكان أبو عبيدة أمير الناس، حتى فتحت مدينة دمشق، الا ان الصلح كان لخالد بن الوليد واجاز ابو عبيدة صلحه.
[يوم اجنادين]
ثم كانت واقعة اجنادين فشهدها من الروم زهاء مائة الف سرب هرقل أكثرهم، وتجمع باقوهم من النواحي، وهرقل يومئذ مقيم بحمص فقاتلوا المسلمين قتالا شديدا، ثم ان الله هزمهم ومزقهم كل ممزق، وقتل المسلمون منهم خلقا، واستشهد يومئذ من المسلمين جماعة «١٨١» وابلى خالد بن الوليد بلاء حسنا.