كان هؤلاء اليهود غدروا برسول الله صلى الله عليه «٧» ، وقد أتاهم في بعض حاجاته وهموا أن يلقوا عليه رحى فانصرف عنهم وبعث اليهم يأمرهم بالجلاء عن المدينة فأقاموا وأذنوا بحرب فزحف عليه السلام اليهم فحاصرهم خمس عشرة ليلة ثم صالحوه على أن يخرجوا من بلده ولهم ما حملت الابل إلا الحلقة وهي الدروع والاله وسائر السلاح فكانت أموالهم خالصة له وذلك في سنة أربع من الهجرة.
[أموال بني قريظة]
كانت بين رسول الله «٨» وبينهم موادعة عقدها حيي بن أخطب على الا يظاهروا عليه أحدا وجعلوا الله على ذكر ذلك كفيلا، فنكثوا وأعانوا عليه الاحزاب في غزوة الخندق فلما فرغ من أمر الاحزاب قصدهم فحصرهم خمس عشرة ليلة «٩» ثم انهم نزلوا على حكمه فحكم فيهم سعد بن معاذ الاوسي، فحكم بقتل من جرت عليه المواسي وبسبي النساء والذرية، وأن يقسم مالهم بين المسلمين فأجازوا رسول الله ذلك وقال: لقد حكمت بحكم الله من سبعة أرفقه ثم عرضوا على رسول الله، فمن كان منهم محتلما أو قد أنبت على السهام قتل «١٠» ، ومن كان دون ذلك استبقى وقسم «١١» أرضهم بين المسلمين.