اصطناعا له، فأبتنى ابراهيم القصر الابيض الذي في قبلة القيروان على ميلين منها، وخط الناس «٤٠٤» حوله فبنوا ومصر ما هناك، وبنى فيه مسجدا جامعا بالجص والاجر وجعل له عمد الرخام وسمى تلك المدينة، العباسية فهي اليوم آهلة عامرة وكان من أمر ابن الاغلب ما كان.
[فتح]«٤٠٥» طنجة
قد تقدم أخبارنا بأن عبد العزيز بن مروان، لما وجه موسى بن نصير واليا على أفريقية في سنة تسع وثمانين في ولاية الوليد بن عبد الملك كان من أمره فيها ما تقدم الا انه لما فتح طنجة نزلها وهو أول من نزلها واختط بها المسلمون، وانتهت خيله الى السوس الادنى فوطئهم وسبى منهم وأدوا اليه الطاعة وقبض عامله منهم الصدقة ثم انه استخلف عليها طارق بن زياد مولاه وانصرف الى قيروان أفريقية.
[فتح]«٤٠٦» الاندلس
وغزا طارق بن زياد الاندلس، وهو أول من غزاها وذلك في سنة اثنين وتسعين فلقيه اليان، وكان واليا على مجاز الاندلس، فأمنه طارق على ان حمله وأصحابه الى الاندلس في السفن فلما صاروا اليها حاربه أهلها وكان ملكها فيما يزعمون من الاسبان وأصلهم من أصبهان ففتحها طارق فكتب موسى الى طارق كتابا غليظا يلومه فيه وافتتانه بالرأي عليه وتغريره بالمسلمين وأمره الا يجاوز قرطبة وسار موسى اليها فتلقاه طارق واعتذر اليه فصفح عنه. وافتتح طارق مدينة طليطلة وهي مدينة مملكة الاندلس وهي مما يلي فرنجة.