وجماعة من أهل بيته وانتقض الثغر وهدت «٤٠١» تلك المدينة الى أساسها، وولي بعد هزار مرد، يزيد بن حاتم بن قبيصة بن المهلب فخرج في خمسين ألفا وشيعه المنصور الى بيت المقدس وانفق عليه مالا عظيما فسار يزيد حتى لقى السدراتي بطرابلس «٤٠٢» فقتله ودخل أفريقية، فاستقامت. ثم ولى بعد يزيد بن حاتم روح بن حاتم، ثم الفضل بن روح فوثب الجند عليه فذبحوه وكان الاغلب بن سالم التميمي من أهل مرو الروذ فيمن قدم من المسودة «٤٠٣» من خراسان فولاه موسى الهادي المغرب فجمع له حريش، وهو رجل كان من جند الثغر من أهل تونس- جمعا وسار اليه وهو بقيروان أفريقية فحصره. ثم ان الاغلب خرج اليه فقاتله فأصابه في المعركة سهم فسقط ميتا وأصحابه لا يعلمون ولم يعلم أصحاب حريش أيضا بذلك ثم ان حريشا انهزم وجيشه فأتبعهم أصحاب الاغلب ثلاثة أيام فقتلوا عامتهم وقتلوا حريشا بموضع يعرف بسوق الاحد، وكان ابراهيم بن الاغلب من وجوه جند مصر، فوثب اثنا عشر رجلا معه فأخذوا من بيت المال مقدار أرزاقهم لم يزدادوا على ذلك شيئا وهربوا فلحقوا بموضع يقال له الزاب وهو من القيروان على مسيرة أكثر من عشرة أيام، وعامل القيروان يومئذ من قبل الرشيد هرون بن هرثمة بن اعين وراسل ابراهيم من كان بتلك الناحية من الجند وغيرهم، وأقبل يهدي الى هرثمة ويلاطفه ويكتب اليه بأن الذي دعاه الى ما فعله الخلة، والضرورة، فولاه هرثمة ناحيته واستكفاه أمرها فلما صرف هرثمة وولي بعده ابن العكي ساء أثره في الثغر حتى انتقض عليه فاستشار الرشيد هرثمة في رجل يوليه، فأشار باستصلاح ابراهيم وتوليته فكتب اليه الرشيد بأنه قد صفح عن جرمه وقلده الثغر