لما فرغ المسلمون من أمر جلولاء الوقيعة، ضم هاشم بن عتبة الى جرير بن عبد الله البجلي خيلا كثيفة، ورتبه بجلولاء لتكون بين المسلمين وبين عدوهم ثم وجه اليه سعد بن أبي وقاص، زهاء ثلاثة آلاف من المسلمين وأمره ان ينهض بهم وبمن معه الى حلوان، فلما صار بالقرب منها هرب يزدجرد الى ناحية أصبهان ففتح جرير حلوان صلحا على أن كف عنهم وآمنهم على دمائهم وأموالهم، وجعل لمن اختار منهم الهرب، الا يعرض له. ثم خلف بحلوان جريرا «٤٩٨» مع عزرة بن قيس بن غزّية البجلى، ومضى نحو الدينور فلم يفتحها، وفتح قرمايسين «٤٩٩» على مثل ما فتح عليه حلوان، ورجع الى حلوان، فأقام بها واليا عليها الى ان قدم عمار بن ياسر الكوفة، فكتب اليه يعلمه ان عمر بن الخطاب أمره أن يمد به «٥٠٠» أبا موسى الاشعري، فخلف جرير، عزرة بن قيس على حلوان وسار حتى أتى أبو أبا موسى الاشعري وذلك في سنة تسع عشرة.
[فتح]«٥٠١» نهاوند
لما هرب «٥٠٢» يزدجرد من حلوان سنة تسع عشرة، تكاتبت الفرس من أهل الري وقومس، وأصبهان، وهمذان، والماهين، وتجمعوا اليه وذلك في سنة عشرين، فأمر على من اجتمع له منهم مردانشاه ذا الحاجب، وكانت عدتهم ستين ألفا، ويقال: مائة ألف، ومضى نحو أصبهان، وقد