كان عمار بن ياسر كتب الى عمر يخبره «٥٠٣» ، فهم عمر بغزوهم بنفسه، ثم خاف انتشار الامر فيما يخلفه، فكتب الى أهل الكوفة بأن يسير ثلثاهم اليهم، وبعث من أهل البصرة بعثا معهم. وقال: لاستعملن رجلا يكون لاول ما يلقاه من الاسنة، وولي النعمان بن عمرو بن مقرن المزني، وقال:
ان أصيب فالامير حذيفة بن اليمان «٥٠٤» ، فأن أصيب فجرير بن عبد الله «٥٠٥» ، فأن أصيب فالمغيرة بن شعبة، فأن أصيب فالاشعث بن قيس. فالتقى المسلمون وعدوهم فكان النعمان أول قتيل، وسقط الفارسي عن بغلته فانشق ٥٠»
بطنه، وقالوا: ثم أخذ حذيفة الراية، ففتح الله عليهم، وسمى المسلمون ذلك الفتح فتح الفتوح. وكان فتح نهاوند في سنة تسع عشرة.
وقال آخرون: في سنة عشرين، وقال آخرون: في سنة احدى وعشرين.
ولما هزم جيش الاعاجم، وظفر المسلمون وحذيفة على الناس، أقام محاصرا نهاوند فكان أهلها يخرجون فيقاتلون. ثم ان سماك بن عبيد العبسي اتبع رجلا منهم ذات يوم ومعه ثمانية فوارس فجعل لا يبرز له رجل منهم الا قتله حتى لم يبق غير الرجل وحده، فاستسلم وألقى سلاحه فأخذه أسيرا، فتكلم بالفارسية فدعى له سماك برجل يفهم كلامه فاذا هو يقول: أذهب بي الى أميركم حتى أصالحه عن هذه الارض وأؤدي اليه الجزية وأعطيك على أسرك إياي، ومنك عليّ، وتركك قتلي ما شئت، فقال له: وما اسمك، فقال: دينار، فقال: انطلق به الى حذيفة، فصالحه على الخراج، والجزية، وآمن أهل مدينة نهاوند على أموالهم وحيطانهم ومنازلهم. فسميت نهاوند في ذلك الوقت ماه دينار، ثم سميت في زمن معاوية، ماه البصرة لان عطاء أهل البصرة كان منها، وعطاء أهل الكوفة