وقوله لا تعد فاردتكم يقول لا تضم الفاردة الى غيرها لتجتمع فتجب عليها الصدقة. ثم ان اكيدر وبعد قبض «١٠١» النبي عليه السلام نقض العهد ومنع الصدقة وخرج من دومة الجندل، فلحق بالحيرة وابتنى بها بناء سماه دومة. وأسلم حريث بن عبد الملك، أخوه على ما في يده فسلم ذلك له، وزوج يزيد بن معاوية لعبد الله ابنته وكتب أبو بكر، الى خالد بن الوليد، وهو بعين التمر يأمره أن يسير الى أكيدر فسار اليه فقتله وفتح دومة.
[صلح نجران]
قالوا: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، السيد، والعاقب وافدا أهل نجران «١٠٢» فسألاه الصلح فصالحهما عن أهل نجران على ألفي حلة، ألف منها في صفر وألف منها في رجب ثمن كل حلة أوقية، والاوقية وزن أربعين درهما فأن أدوا حلة بما فوق الاوقية حسب لهم فضلها، وان أدوا بما دون الاوقية، أخذ منهم النقصان، على ان يقبل «١٠٣» منهم ما أعطوه من سلاح أو خيل أو ركاب، أو عرض من العروض بقيمته قصاصا من الحلل وعلى أن يضيفوا رسل رسول الله عليه السلام شهرا، فما دونه ولا يحبسون فوق الشهر، وعلى أن عليهم عارية ثلاثين درعا وثلاثين فرسا وثلاثين بعيرا ان كان باليمن كيد، وان ما هلك من تلك العارية فالرسل ضامنون له حتى يؤدوه، وجعل لهم ذمة الله وعهده الا يفتنوا عن دينهم ومراتبهم، ولا يحشروا، ولا يعشروا «١٠٤» ، واشترط الا يأكلوا الربا،