ولا يتعاملوا به فما زال «١٠٥» أمرهم جاريا على هذا في خلافة أبي بكر، فلما استخلف عمر، قيل: انهم أصابوا الربا وكثروا فخافهم على الاسلام، فأجلاهم، وكتب لهم بأن من وقعوا بأرضه من أهل العراق، والشام فليوسع لهم من خريب «١٠٦» الارض، وقال قوم: من خريب الارض ما اعتملوا من شيء فهو لهم فكان أرضهم باليمن، فتفرقوا فنزل بعضهم «١٠٧» النجرانية بناحية الكوفة، ودخل يهود نجران مع النصارى في الصلح اذ كان اليهود كالاتباع لهم. فلما استخلف عثمان بن عفان، كتب الى الوليد بن عقبة بن أبي معيط وهو عامله على الكوفة «أما بعد فان العاقب، والاسقف، وسراة أهل نجران، أتوني بكتاب رسول الله عليه السلام، وأروني شرطا من عمر، وقد سألت عنه أبن حنيف «١٠٨» فأنبأني انه كان بحث عن أمرهم فوجده ضارا للدهاقين لروعهم «١٠٩» عن أرضهم، واني قد وضعت عنهم من جزيتهم مائتي حلة لوجه الله وعقبى لهم «١١٠» من أرضهم، واني أوصيك بهم فأنهم قوم لهم ذمة» . فكان صاحب النجرانية بالكوفة يبعث رسله الى جميع من بالشام «١١١» والنواحي من أهل نجران يجبونهم ما يقسمه «١١٢» عليهم لاقامة الحلل فلما كانت أيام معاوية أو يزيد شكوا اليه