تفرقهم وموت من مات واسلام من أسلم منهم وأحضروه كتاب عثمان بما حطه عنهم، وقالوا: قد أزددنا ضعفا «١١٣» فوضع عنهم مائتي حلة اخرى، تتمه أربعمائة حلة، فلما ولى الحجاج بن يوسف العراق، وخرج عليه ابن الاشعث اتهم الدهاقين بموالاته فردهم الى ألف وثمانمائة حلة. ثم لما ولى الامر عمر بن عبد العزيز شكوا اليه فناءهم والحاح الاعراب عليهم وظلم الحجاج أياهم، فأمر باحصائهم فوجدوا على العشر من عدتهم الاولى، فقال: أرى هذا الصلح انما هو عن جزية رؤوسهم وليس هو بصلح عن أرضهم وجزية الميت والمسلم ساقطة فألزمهم مائتي حلة قيمتها ثمانية آلاف درهم.
فلما ولي يوسف بن عمر الثقفي العراق في أيام الوليد بن يزيد ردهم الى أمرهم الاول عصبية للحجاج. فلما استخلف أبو العباس «١١٤» عمدوا الى طريقه «١١٥» فألقوا فيه الرياحين ونثروا عليه فأعجبه ذلك من فعلهم ثم انهم رفعوا اليه أمرهم، وأعلموه قلتهم وما كان من أمر عمر بن عبد العزيز، ويوسف بن عمر ومتوا اليه بخؤولته في بني الحارث بن كعب وتكلم فيهم عبد الله بن الربيع الحارثي، وصدقهم الحجاج بن ارطاة، فردهم الى مائتي حلة قيمتها ثمانية آلاف درهم. ثم لما حج الرشيد وشخص الى الكوفة رفعوا اليه وشكوا أعنات العمال اياهم، فكتب لهم بالمائتي حلة كتابا وأمر أن يعفوا من معاملة العمال وأن يكون مؤداهم في بيت المال بالحضرة.