قالوا: لما توجه رسول الله عليه السلام الى تبوك من أرض الشام [لغزو]«٩٠» من انتهى اليه انهم قد جمعوا له من الروم وعاملة ولخم، وجذام وغيرهم وذلك في سنة تسع من الهجرة لم يلق كيدا وأقام بتبوك أياما فصالحه أهلها على الجزية. وأتاه وهو بها صاحب «٩١» أيلة فصالحه على أن جعل له من كل حالم بأرضه في السنة دينارا فبلغ ذلك ثلثمائة دينار، واشترط عليهم قرى من يمر بهم من المسلمين، وكتب لهم كتابا ان يحفظوا ويمنعوا، فكان عمر بن عبد العزيز لا يزداد من أهل آئلة على ثلثمائة دينار شيئا، وصالح رسول الله عليه السلام «٩٢» أهل أذرح على مائة دينار في كل رجب، وصالح أهل الجرباء على الجزية وكتب لهم كتابا وصالح أهل مقنا على ربع عروكهم- وهي خشب يصطاد عليه- وربع كراعهم وحلقتهم، قال الواقدي: ربع عروكهم وربع ثمارهم وأهل مقنا من اليهود.
[دومة الجندل]
بعث رسول الله صلى الله عليه «٩٣» ، خالد بن الوليد المخزومي سنة تسع من الهجرة الى اكيدر بن عبد الملك الكندي، ثم السكوني بدومة الجندل فأخذه أسيرا وقتل أخاه وقدم باكيدر على رسول الله عليه السلام «٩٤»