فلم يشخص «٤١١» رسوله عن سر من رأى حتى قتل أوتامش وولى الناحية وصيف مولى أمير المؤمنين.
[فتح جزيرة صقلية]
قد تقدم وصفنا لموقع هذه الجزيرة في المنزلة التي قبل هذه، فأما غزوها في الاسلام فأن أول من غزاها معاوية بن حديج الكندي أيام معاوية ابن أبي سفيان ولم تزل بعد ذلك تغزى «٤١٢» ، وقد فتح الاغلب بن سالم منها نيفا وعشرين مدينة وهي في أيدي المسلمين، وفتح أحمد بن محمد بن الاغلب منها في خلافة المتوكل على الله قصريانة وحصن غليانة.
[فتح رودس وارواد]
قالوا: بعث معاوية بن أبي سفيان الى هذه الجزيرة، جنادة بن أبي أمية الازدي ونزلها قوم من المسلمين معه في سنة اثنين وخمسين وكانوا في حصن اتخذ لهم وكانت هذه الجزيرة كالغيطة، فأقام المسلمون بها سبع سنين فلما كانت أيام يزيد بن معاوية، كتب الى جنادة يأمره بهدم الحصن والقفل عنها. وفتح جنادة بن أبي أمية في سنة أربع وخمسين جزيرة أرواد، وهي بالقرب من القسطنطينية ودخلها بمن معه من المسلمين وتركوها من غير أن يثبتوا فيها.
فتح اقريطش «٤١٣»
قالوا: غزا جنادة أقريطش في زمن معاوية فلما كان زمن الوليد فتح بعضها ثم أغلقت وغزاها حميد بن معيوف الهمداني في خلافة الرشيد ففتح بعضها. ثم غزاها في خلافة المأمون أبو حفص عمر بن عيسى الاندلسي المعروف بالاقريطشي فافتتح بها حصنا واحدا ونزله ولم يزل يوالي منه الغارات ويفتتح الشيء بعد الشيء حتى أجلى جميع الروم عنها وأخرب حصونها وسكنها المسلمون بعدهم.