بتوجيهه في جيش الى أصبهان، فوجهه ففتحها عبد الله بن بديل جيّ، صلحا بعد قتال على أن يؤدي أهلها الخراج، والجزية، وعلى أن يؤمنوا على أنفسهم وأموالهم، خلا ما في أيديهم من السلاح ووجه عبد الله بن بديل، الاحنف ابن قيس، وكان في جيشه الى اليهودية فصالحه أهلها على مثل صلح جيّ، وغلب ابن بديل على أرض أصبهان ورساتيقها، وكان العامل عليها الى ان مضت من خلافة عثمان سنة ثم ولاها عثمان السائب بن الاقرع الثقفي وكان فتح أصبهان وأرضها في بعض سنة ثلاث وعشرين، وسنة أربع وعشرين.
[فتح]«٥٢٠» الري وقومس
قالوا: كتب عمر بن الخطاب، الى عمار بن ياسر، وهو عامله على الكوفة، بعد شهرين من وقعة نهاوند، يأمره أن يبعث عروة بن زيد الخيل الطائي، الى الرّي ودستبى في ثمانية آلاف ففعل. وسار عروة الى ما هناك، فجمعت له الديلم وأمدهم أهل الريّ فقاتلوه فأظهره الله عليهم فاجتاحهم «٥٢١» وخلف حنظلة بن زيد، أخاه، وقدم عمار فسأله أن يوجهه الى عمر ليبشره بعد ان كان أتاه يخبره عمه، ما كان من أمر الجسر، فصار الى عمر فأخبره بالخبر فسماه البشير. ولما انصرف عروة «٥٢٢» ، بعث حذيفة على جيشه سلمة بن عمرو الضبي، ويقال: البراء بن عازب، وقد كانت وقعة عروة كسرت الديلم وأهل الري، فأناخ على الحصن المعروف بالفرخان، فصالحه الفرخان بعد قتال على أن يكونوا ذمة يؤدون الجزية، والخراج، وأعطاه أهل الري وقومس خمسمائة ألف على الا يقتل منهم أحدا ولا يسبيه، ولا يهدم له بيتا لنار «٥٢٣» ، وان يكونوا أسوة أهل نهاوند في خراجهم.