وصالحه أيضا عن أهل دستبى الرازي، لان دستبى، قسمان، قسم رازي، وقسم قزويني.
ووجه سليمان بن عمرو، والبراء بن عازب الى قومس، خيلا فلم يمتنعوا وفتحوا أبواب الدامغان. ولما ولى عمر بعد عمار بن ياسر، المغيرة بن شعبة الكوفة، ولي المغيرة، كثير «٥٢٤» بن شهاب الحارثي، الري، ودستبى، فصار الى الري فوجد أهلها قد نقضوا، فقاتلهم حتى رجعوا الى الطاعة وأذعنوا بالخراج والجزية. وغزا الديلم فأوقع بهم، وغزا الببر والطيلسان وكان كثير جميلا، حازما، ومقعدا مع ذلك. وكان اذا ركب رويت سويقتاه كالمحراثين. ولم تزل الري بعد ان فتحت أيام حذيفة تنتفض وتفتح حتى كان آخر من فتحها قرظة بن كعب الانصاري في ولاية أبي موسى الاشعري الكوفة، لعثمان، وولى قرظة الكوفة، لعلي بن أبي طالب رضوان الله عليه «٥٢٥» بعد، ومات [بها]«٥٢٦» فصلى عليّ عليه.
وبنى المهدي مدينة الري التي هي اليوم مدينتها في خلافة المنصور وجعل حولها خندقا، وبنى فيها مسجدا جامعا، جرى ذلك على يد عمار ابن أبي الخصيب. وكتب اسمه على حائطه وأرخ بناءها لسنة ثمانية وخمسين ومائة، وجعل لها فصيلا يطيف «٥٢٧» به فارقين آجر، وسماها المحمدية، وحصن الفرخان في داخل المحمدية. وكان الهادي قد أمر بمرمته ونزله وهو يطل على المسجد الجامع ودار الامارة، وجعل بعد ذلك سجنا. وفي قلعة الفرخان يقول الغطمش الضبي:-