وسبى سبيا كثيرا، ثم حاصر أشوط بن حمزة بن جاجق بطريق البسفرجال وهو بالبلق فاستنزله من قلعته وحمله الى سر من رأى وسار الى جرزان فظفر باسحاق بن اسماعيل فقتله صبرا، وفتح جرزان وحمل من بأران وظاهر أرمينية ممن بالسيسجان من أهل الخلاف والمعصية من النصارى وغيرهم حتى صلح ذلك الثغر صلاحا لم يكن على مثله ثم قدم سر من رأى فى سنة احدى وأربعين ومائتين.
[فتوح مصر والمغرب]
كان عمر بن العاص حاصر قيسارية بعد انصراف الناس من حرب اليرموك، ثم استخلف عليها ابنه حين ولي يزيد بن أبي سفيان ومضى الى مصر من تلقاء نفسه في ثلاثة آلاف وخمسمائة، فغضب عمر لذلك وكتب اليه يوبخه ويعنفه على افتياته عليه برأيه وأمره بالرجوع الى موضعه ان وافاه كتابه دون مصر. فورد عليه الكتاب وهو بالعريش، وقيل أيضا:
ان عمر كتب الى عمرو بن العاص يأمره بالشخوص الى مصر فوافاه كتابه وهو محاصر قيسارية وكان الذي أتاه شريك بن عبدة فأعطاه ألف دينار، فأبى شريك قبولها، فسأله أن يستر ذلك ولا يخبر به عمر.
قالوا: وكان مسير عمرو الى مصر في سنة تسع عشرة فنزل العريش ثم أتى الفرماء وبها قوم مستعدون للقتال فحاربهم فهزمهم وحوى عسكرهم ومضى قدما الى الفسطاط فنزل جنان الريحان] «٣٥١» وقد خندق أهل الفسطاط عليهم وكان اسم مدينة الفسطاط (اليونة) ، فسماها المسلمون الفسطاط لانهم قالوا هذا فسطاط القوم ومجمعهم، وقيل: ان عمرو بن العاص ضرب بها فسطاطا فسميت بذلك، وكان عمرو بن العاص قد دخل