الى مصر في ثلاثة آلاف وخمسمائة فلم يلبث ان ورد عليه الزبير بن العوام في عشرة آلاف، ويقال: اثنتي عشر ألفا «٣٥٢» متطوعا محتسبا، قالوا:
فكان عمرو يقاتل من وجه والزبير في آخر، ثم ان الزبير أتى بسلم فصعد عليه حتى صار في أعلى الحصن وهو مجرد سيفه فكبر وكبر المسلمون معه وأتبعوه ففتح الحصن عنوة، واستباح المسلمون ما فيه وأقر عمرو أهله على أنهم ذمة، ووضع عليهم الجزية في رقابهم، والخراج في أرضهم، وكتب بذلك الى عمر فأجازه. واختط الزبير بمصر وابتني دارا معروفة به، والناس يختلفون في مصر انها صلح أو عنوة، وانما السبب في اختلافهم ان الزبير لما علا الحصن وأتبعه المسلمون فدخلوا، قال صاحب اليونة وهي الفسطاط: انه قد بلغنا فعلكم بالشام ووضعكم الجزية على النصارى واليهود واقراركم الارض في أيدي أهلها يعمرونها ويؤدون خراجها وان فعلتم بنا ذلك كان أرد عليكم من قتلنا وسبينا واجلائنا فاستشار الناس فأشاروا عليه «٣٥٣» بأن يفعل، الا نفرا منهم رأوا أن يقسم الارض بينهم فوضع على كل حالم دينارين الا أن يكون فقيرا وألزم كل ذى أرض مع الدينارين ثلاثة أرادب حنطة، وقسطي زيت، وقسطي عسل، وقسطي خل رزقا للمسلمين تجمع في دار الرزق وتقسم فيهم، وأحصى المسلمين فألزم أهل مصر لكل واحد منهم جبة صوف، وبرنسا وعمامة وسراويل، وخفين في كل عام. أو مكان الجبة الصوف ثوبا قبطيا، وكتب عليهم بذلك كتابا وشرط لهم اذا وفوا به الا تباع نساؤهم وأبناؤهم ولا يسبوا وان تقر أموالهم وكنوزهم في أيديهم وكتب به الى عمر فأجازه، وصارت الارض أرض خراج الا انه لما وقع هذا الشرط والكتاب، قال بعض الناس: انها فتحت صلحا. ولما فرغ ملك اليونة من أمر نفسه ومن معه