في مدينته صالح عن جميع أهل مصر على مثل صلح اليونة فرضوا به ووضع عمرو بن العاص على أرض مصر الخراج فجعل على كل جريب دينارا وثلاثة أرادب طعام وعلى رأس كل حالم دينارين وكتب به الى عمر فأنفذه وكتب عمر بن الخطاب الى عمرو بن العاص «٣٥٤» في سنة احدى وعشرين يعلمه ما أهل المدينة فيه من الجهد، ويأمره أن يحمل ما يقبض من الطعام في الخراج الى المدينة في البحر فكان ذلك يحمل ويحمل معه الزيت، فاذا ورد الجار حمل منها الى المدينة فجعل في دار بها وقسم بين الناس بمكيال «٣٥٥» ، فانقطع ذلك في الفتنة الاولى، ثم حمل في أيام معاوية ويزيد ثم انقطع في زمن عبد الملك بن مروان، ولم يزل بعد ذلك يحمل الى خلافة أبي جعفر أو قبيلها.
وفي رواية اخرى ان أهل مصر صولحوا في خلافة عمر بعد الصلح الاول مكان «٣٥٦» الحنطة والزيت والخل والعسل على دينارين زيادة في الجزية فألزم كل رجل منهم أربعة دنانير فرضوا به وآثروه. ولما فتح عمرو بن العاص الفسطاط وجه عبد الله بن حذافة السهمي الى عين شمس فغلب على أرضيها وصالح أهل قراها على مثل حكم الفسطاط ووجه خارجة بن حذافة العدوي الى الفيوم، والاشمونين، واخميم، والبشرودات «٣٥٧» ، وقرى الصعيد ففعل مثل ذلك. ووجه عمير بن وهب الجمحي الى تنيس، ودمياط، وتونة، ودميرة وشطا