الباب السابع في ثغور الاسلام والامم والاجيال «١» المطيفة بها
الامم والاجيال المخالفة للاسلام «٢» مكتنفة له من جميع أطرافه ونهايات أعماله منهم. [المتقارب من]«٣» دار مملكته ومنهم المتباعد عنها، وكانت ملوك الطوائف الذين ملكهم ذو القرنين يؤدون الاتاوة الى ملك الروم خمسمائة وأحد عشرة سنة الى ان جمع أردشير بن بابك المملكة بعد مشقة فينبغي أن يكون المسلمون لصنوف أعدائهم أشد حذرا منهم للروم، وقد جاءت بذلك آيات ليظهر بها حقيقة ما قلته، والله الموفق للمصلحة بقدرته، فلما كانت الروم على ما وصفت وجب أن نقدم الكلام في الثغور المقابلة لبلدهم على الكلام في غيرها، فنقول: ان هذه «٤» الثغور منها برية تلقاها بلاد العدو. وتقاربه من جهة البر، ومنها بحرية تلقاه وتواجهه من جهة البحر، ومنها ما يجتمع فيه الامران وتقع المغازي من أهله في البر والبحر والثغور البحرية على الاطلاق بسواحل الشام ومصر كلها، والمجتمع فيه الامران غزو البر والبحر.