عن رؤوسهم، والخراج عن أرضهم، فأمنوا على أنفسهم وأموالهم وإلا تهدم حيطانهم، وتولى عقد ذلك لهم أبو عبيدة بن الجراح، ويقال: بل تولاه شرحبيل بن حسنة.
[الاردن]
قالوا: فتح شرحبيل بن حسنة الاردن عنوة، ما خلا طبرية [فأن أهلها صالحوه على أنصاف، منازلهم، وكنائسهم، وفتح شرحبيل طبرية]«١٨٥» صلحا بعد حصار أيام على ان آمن «١٨٦» أهلها على أنفسهم، وأموالهم وكنائسهم ومنازلهم، الا ماجلوا عنه وخلوه، واستثنى لمسجد للمسلمين موضعا. ثم انهم في خلافة عمر أيضا، نقضوا واجتمع اليهم من سواد الروم وغيرهم، فأمر أبو عبيدة، عمرو بن العاص، بغزوهم فسار اليهم في أربعة آلاف ففتحها على مثل صلح شرحبيل ثانية، وفتح شرحبيل جميع مدن الاردن، وحصونها على هذا الصلح، فتحا يسيرا بغير قتال، وفتح بيسان، وافيق، وجرش وبيت رأس، وقدس، والجولان، وعكا، وصور، وصفورية، وغلب على سواد الاردن وجميع «١٨٧» أرضها. وكان أبو عبيدة، وجه عمرو بن العاص الى سواحل الاردن فكثر به الروم، فكتب الى أبي عبيدة، يستمده فوجه أبو عبيدة اليه يزيد بن أبي سفيان، فسار يزيد وعلى مقدمته معاوية أخوه ففتح يزيد، وعمرو سواحل الاردن، فكتب أبو عبيدة بفتحها لهما وكان لمعاوية في ذلك بلاء حسنا وأثر جميل، ورم معاوية عكا عند ركوبه منها الى قبرص ورم صور، ثم ان عبد الملك جددهما بعد، وقد كانتا خربتا وكانت الصناعة من الاردن بعكا، فنقلها هشام بن عبد الملك الى صور فهي بها الى اليوم.