لما توجه، عبد الله بن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس يريد خراسان سنة ثلاثين، نزل بعسكره شق السيرجان من كرمان، ووجه الربيع بن زياد الحارثي «٦٠٧» الى سجستان، فسار حتى نزل الفهرج، ثم قطع المفازة وهي خمسة وسبعون فرسخا، فأتى رستاق زالق، وهو حصن فأغار على أهله يوم مهرجان، وأخذ دهقانه فافتدى نفسه، بأن ركز عنزة ثم غمرها ذهبا وفضة، وصالح الدهقان على حقن دمه وعلى أن يكون بلده كبعض ما افتتح من بلاد فارس وكرمان، ثم أتى قرية يقال لها كركويه على خمسة أميال من زالق، فصالحوه، ولم يقاتلوه ونزل رستاقا يقال له هيسوم، فأقام له أهله النزل وصالحوه على غير قتال، ثم أخذ الادلاء من زالق الى زرنج، وسار حتى نزل الهندمند، وعبر واديا ينزع منه يقال له فوق، وأتى روشت وهي من زرنج على ثلثي ميل فخرج اليه أهلها فقاتلوه قتالا شديدا، وأصيب رجال من المسلمين ثم كر المسلمون، فهزموهم وقتلوا منهم مقتلة عظيمة. ثم أتى الربيع، ناشروز وهي قرية، فقاتل أهلها وظفر بهم وبها أصاب عبد الرحمن [أبا صالح «٦٠٨» بن عبد الرحمن] الذي كتب للحجاج مكان زاد نفروخ بن نيري، وولي خراج العراقين «٦٠٩» ، لسليمان بن عبد الملك. فاشترته «٦١٠» امرأة من بني تميم «٦١١» .