وصار الربيع الى مدينة زرنج فحاصر أهلها بعد ان قاتلوه ثم بعث اليه «٦١٢» ابرويز مرزبانها يستأمنه ليصالحه «٦١٣» ، فأمر الربيع بجسد من أجساد القتلى فطرح له فجلس عليه واتكأ على آخر، وأجلس أصحابه على أجساد القتلى. وكان الربيع آدم، أفوه، طويلا، فلما رآه المرزبان هاله فصالحه على ألف وصيف مع كل واحد منهم جام من ذهب، ودخل الربيع المدينة. ثم أتى وادي سناروذ فعبره، ثم أتى القريتين، وهناك مربط فرس رستم فقاتلوه فظفر بهم، ثم عاد الى زرنج فأقام بها سنتين.
ثم ولى ابن عامر، عبد الرحمن بن سمرة بن حبيب بن عبد شمس، سجستان وقد نقضوا فحصر مرزبانها في قصره يوم عيد لهم، حتى صالحه على ألفي ألف درهم وألفي وصيف وغلب ابن سمرة على ما بين زرنج وكش من ناحية الهند، وغلب من ناحية رخج على ما بينه وبين بلاد الداور، حصرهم في جبل الزون «٦١٤» ثم صالحهم، وكانت عدة من معه من المسلمين ثمانية آلاف فأصاب كل واحد منهم من مال الصلح أربعة آلاف، ودخل على الزور «٦١٥» ، وهو صنم من ذهب عيناه ياقوتتان فقطع يده وأخذ الياقوتتين.
ثم قال للمرزبان بأن لم انقض عهد بذلك ودونك ما أخذته من الصنم، ولكنني أردت ان أعلمك انه لا ينفع ولا يضر. وفتح بست، وزابل «٦١٦» بعهد.