وكان محمد بن سيرين يكره سبي زابل، ويقول: ان عثمان «٦١٧» ، ولث لهم ولثا، وهو عقد دون العهد. وأتى عبد الرحمن بن سمرة زرنج، فأقام بها حتى اضطرب أمر عثمان. ثم استخلف أمير بن أحمر اليشكري وانصرف من سجستان. ثم ان أهل زرنج أخرجوا، أميرا وأغلقوها.
ولما فرغ علي بن أبي طالب، رضوان الله عليه «٦١٨» ، من أمر الجمل، بعث عبد الرحمن بن جزء الطائي الى سجستان، وكانت صعاليك العرب قد تجمعوا مع حسكة بن عتاب الحبطي «٦١٩» ، وعمران بن الفضيل البرجمي «٦٢٠» ، وأصابوا من زالق وقد نقض أهلها [وأصابوا منها]«٦٢١» مالا فقتلوا عبد الرحمن فأوعد علي رحمه الله، الحبطان أن يقتل منهم مكانه أربعة آلاف.
ولم يزل أمر سجستان على اضطرابه إلى أيام معاوية ابن أبي سفيان، فانه استعمل ابن عامر على البصرة، فولى ابن عامر عبد الرحمن بن سمرة سجستان، فأتاها في جماعة من الاشراف والانجاد «٦٢٢» فكان يغزوا البلد، وقد نقض أهله وكفروا فيفتحه عنوة أو يصالحه أهله حتى بلغ «٦٢٣» كابل فحاصر أهلها شهرا وكان يقاتلهم، ويرميهم بالمنجنيق حتى دخلها المسلمون عنوة وأبلى عباد بن حازم، والمهلب بن أبي صفرة،