- وكانا معه بكابل- بلاء حسنا. وسار عبد الرحمن فقطع وادي نسل وصار الى بست ففتحها عنوة، وسار الى رزان فهرب أهلها، وغلب عليها، ثم صار الى خشك فصالحه أهلها، ثم أتى الرخج فظفر بهم وفتحها ثم صار الى زابلستان «٦٢٤» فقاتلوه، وقد كانوا نكثوا ففتحها وأصاب سبيا وعاد الى كابل، وقد نقض أهلها ففتحها. ثم ان معاوية ولى عبد الرحمن، سجستان من قبله وبعث اليه بعهده فلم يزل بها حتى قدم زياد البصرة فأقره اشهرا. ثم ولى مكانه الربيع بن زياد، وانصرف ابن سمرة [الى]«٦٢٥» البصرة فمات بها سنة خمسين وعبد الرحمن هذا هو الذي قال له النبي عليه السلام «اللهم لا تطلب الامارة فانك ان أوتيتها عن غير مسألة اعنت عليها، وان أتيتها عن مسألة وكلت اليها، واذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيرا منها، فإت الذي هو خير وكفر عن يمينك»«٦٢٦» . ثم جمع كابل شاه للمسلمين وأخرج من كان منهم بكابل، وجاء رتبيل الملك فغلب على زابلستان، والرخج حتى انتهت الى بست فخرج، الربيع بن زياد في الناس، فقاتل رتبيل فهزمه حتى أتى الرخج فلحق به الربيع فقاتله بها ومضى ففتح بلاد الداور.
ثم عزل زياد بن أبي سفيان، الربيع بن زياد وولى عبيد الله بن أبي بكرة سجستان فلما كان برزان بعث اليه رتبيل، يسأله الصلح عن بلده وبلاد «٦٢٧» كابل على ألفي ألف دينار ومائتي ألف دينار، فأجابه الى ذلك، ثم سأله ان يهب له مائتي ألف دينار ففعل، فتم صلحه على ألف ألف. ووفد عبيد الله، على زياد فاعلمه ذلك فأمضى الصلح ثم رجع الى سجستان، فكان بها الى ان مات زياد، وولي سجستان بعد موت زياد، عباد بن زياد من قبل معاوية.