قرار وهو ماء لكلب، ومنها [الى]«١٧٣» سوى وهو ماء لهم أيضا. ومر بناحية قرقيسيا، فخرج اليه صاحبها في خلق فتركه وانحاز الى البر ومضى لوجهه فأتى أركة وهي- ارك- وأغار على أهلها وحاصرهم ففتحها صلحا على شيء أخذ منهم، وأتى دومة الجندل، ففتحها ثم أتى قصم فصالحه بنو مشجعة بن التيم «١٧٤» بن النمر بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة، وكتب لهم أمانا. ثم أتى تدمر من عمل حمص فأمتنع أهلها وتحصنوا ثم طلبوا الامان، فآمنهم على أن يكونوا ذمة وعلى أن يقروا «١٧٥» المسلمين، ورضخوا لهم، ثم أتى القريتين فقاتله أهلها فظفر وغنم ثم أتى حوارين من سنير فأغار على مواشي أهلها فقاتلوه، وقد جاءهم مدد [أهل]«١٧٦» بعلبك، وأهل بصرى، وهي مدينة حوران، فظفر بهم فسبي وقتل ثم أتى مرج راهط، فأغار على غسان في يوم فصحهم وكانوا نصارى، فسبى وقتل ووجه بسر بن أبي ارطاة العامري من قريش، وحبيب بن مسلمة الفهري الى غوطة دمشق، فأغار على قرى من قراها وصار خالد الى الثنية «١٧٧» التي تعرف بثنية العقاب من دمشق، فوقف عليها ساعة ناشرا رايته وهي راية كانت لرسول الله عليه السلام، سوداء فسميت ثنية العقاب. يومئذ والعرب تسمى الراية عقابا، ونزل خالد الباب الشرقي، ويقال:
احفظ لي هذا العهد فوعده ذلك. ثم سار حتى انتهى الى المسلمين وهم بقناة بصرى، ويقال: انه أتى الجابية وبها أبو عبيدة في جماعة من المسلمين فألتقيا ثم مضيا الى بصرى.