لحرب أمره الامراء فيها لبأسه وقوة مكيدته، فأول وقعة كانت بين المسلمين وعدوهم بقرية من قرى غزة يقال لها داثن كانت بينهم وبين بطريق «١٦٩» غزة، فأقتتلوا فيها قتالا شديدا. ثم ان الله أظهر أولياءه وهزم أعداءه وفض جمعهم وذلك قبل قدوم خالد بن الوليد عليهم. ثم بلغهم ان ستة قواد من الروم نزلوا العربة فسار اليهم أبو أمامة الصدي بن عجلان الباهلي، في كثف من المسلمين، فهزمهم، وقتل أحد القواد، ثم صاروا الى الدابية، فاتبعهم فهزمهم وغنم المسلمون غنما حسنا. ولم يمر المسلمون منذ فصلوا من الحجاز بشيء من الارض الى موضع الوقعة الا غلبوا عليه بغير حرب وصار في أيديهم.
ورد كتاب أبي بكر، على خالد بن الوليد وهو بالحيرة فخلف المثنى ابن حارثة الشيباني على ناحية الكوفة، وسار في شهر ربيع الاخر سنة ثلاث عشرة في ثمانمائة، ويقال: في ستمائة، ويقال في خمسمائة، وأتى عين التمر ففتحها عنوة، وأتى صندوداء وبها قوم من كندة، وأياد، والعجم، فقاتلوه فظفر بهم وخلف بها سعد بن عمرو بن حزام الانصاري فولده اليوم بها. وبلغه ان جمعا لبني تغلب «١٧٠» بالمضيّح، والحصيد مرتدين، وعليهم ربيعة بن بجير فأتاهم فقاتلهم فهزمهم وسبى وغنم وبعث بالسبي الى أبي بكر، فكانت منهم أم حبيب الصهباء بنت حبيب بن بجير، وهي «١٧١» أم عمر بن علي بن أبي طالب «١٧٢» . ثم أغار على مياه مر بها في طريقه منها