للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان أبو بكر، أراد أبا عبيدة أن يعقد له فاستعفاه من «١٦٧» ذلك، قالوا:

ولما عقد أبو بكر لخالد بن سعيد، كره ذلك عمر، وقال: انه رجل فخور سيجعل الامر على المغالبة والتعصب فبعث أبو بكر أبا أروى الدوسى، فأخذ اللواء منه ودفعه الى يزيد بذى الروة، فسار به أخوه معاوية يحمله بين يديه، وصار جيش خالد مع يزيد وسار خالد محتسبا في جيش شرحبيل.

وتقدم أبو بكر الى عمرو بن العاص أن يسلك طريق آئلة عامدا لفلسطين.

وأمر يزيد أن يأخذ طريق تبوك وكتب الى شرحبيل في أن يأخذ طريق تبوك أيضا. وكان العقد لكل أمير على ثلاثة آلاف رجل، فلم يزل أبو بكر يتبعهم الامداد حتى صار مع كل أمير منهم سبعة آلاف وخمسمائة رجل، ثم تتامّ جمعهم «١٦٨» بعد ذلك أربعة وعشرون ألفا. وروي الواقدي: ان أبا بكر ولي عمرا فلسطين، وشرحبيل الاردن ويزيد دمشق، وقال: اذا كان بكم قتال فأميركم من تكونون في عمله.

وروي: انه أمر عمرا مشافهة أن يصلي بالناس اذا اجتمعوا واذا تفرقوا صلى كل أمير بأصحابه، وأمر الامراء أن يعقدوا لكل قبيلة لواء يكون فيهم. وقالوا: فلما صار عمرو بن العاص الى أول عمل فلسطين كتب الى أبي بكر يعلمه كثرة عدد العدو وعدتهم وسعة أرضهم ونجدة مقاتلتهم، فكتب أبو بكر الى خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم وهو بالعراق، يأمره بالمسير الى الشام فقال قوم: انه جعله أميرا على الامراء في الحرب، وقال آخرون: بل كان أميرا على أصحابه الذين شخصوا من العراق معه وكان المسلمون اذا اجتمعوا

<<  <   >  >>