للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الى عمر كاتما «٨» نهاره سائرا ليله حتى كف الطلب عنه، فلما وصل اليه دنا منه، وقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله، فقال عمر: وعليك من أنت، قال: أنا معن بن زائدة، جئتك تائبا، قال: فلا نجاك الله فلما صلى الصبح، قال للناس: مكانكم هذا معن بن زائدة أنقش على خاتم الخلافة، فأصاب به مالا من خراج الكوفة فما تقولون «٩» . فقال قائل:

اقطع يده، وقال آخر: أصلبه وعلي (صلوات الله عليه) ساكت فقال له عمر: فما تقول «١٠» يا أبا الحسن، قال: هذا رجل كذب كذبة عقوبته في بدنه، فضربه عمر ضربا مبرحا وحبسه فمكث في الحبس زمانا. ثم انه أرسل الى صديق له من قريش فكلم عمر فيه، فقال عمر: ذكرتني الطعن وكنت ناسيا، ثم قال: عليّ بمعن، فلما أتى به ضربه، ثم بعث به الى السجن، فارسل معن الى كل صديق له يسألهم الا يذكروا به عمر، فلم يزل محبوسا مدة اخرى. ثم ان عمر ابتدأ يذكره من نفسه، فدعا به فقاسمه وخلى سبيله.

<<  <   >  >>