للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكانت صدقات البصرة ترتفع في السنة ستة آلاف ألف.

فجميع ارتفاع السواد على ما بين من مائة ألف ألف وأربعمائة ألف وسبعة التسعير «٥٨» على العبر «٥٩» المبينة. وخمسون ألفا وستمائة وخمسون درهما.

وسبب البطائح المبطحة في أرض السواد، ان ماء دجلة كان منصبا الى دجلة المعروفة بالعوراء «٦٠» ، التي هي أسفل البصرة في مسافة مستقيمة المسالك محفوظة الجوانب، فلما كان ملك قباذ «٦١» فيروز انبثق في أسفل كسكر بثق عظيم، فأغفل أمره حتى غلب ماؤه وغرق كثيرا من أرضين عامرة، كانت تليه وتقرب منه، فلما ولى أنو شروان ابنه، أمر بذلك الماء فزحم بالمسنيات حتى أعاد بعض تلك الارضين الى عمارة.

ثم لما كانت سنة ست من الهجرة، وهي السنة التي بعث فيها النبي صلى الله عليه، عبد الله بن حذافة السهمي الى كسرى ابرويز، زاد الفرات زيادة عظيمة ودجلة أيضا، لم ير مثلها، وانبثقت بثوق كبار فجهد ابرويز أن يسكرها حتى ضرب أربعين سكرا في يوم واحد، وأمر بالاموال فألقيت على الانطاع «٦٢» فلم يقدر للماء على حيلة، فورد المسلمون العراق، وشغلت

<<  <   >  >>