فاذا قد أتينا على ذكر ثغور المشرق، فلنرجع الى ناحية الجنوب وبها ثغر البجة والنوبة، وهم مصالحون على ضريبة تسمى البقط، وليس بينهم وبين المسلمين محاربة واستقصاء، أمر صلحهم يكون في المنزلة السابعة، وهي التالية لهذا الباب إن شاء الله وبه القوة.
ثم نذكر بعد ذلك ثغور الغرب فنقول: ان أولها أفريقية وهي المسمى القيروان، ولم يزل مذ افتتح مدبرا من قبل ملك العراق بعد تولى بنى مروان الى ان تغلب عليه في هذا الوقت صاحب المغرب، واستولى عليه وتعداه الى برقة فتغلب عليه زياده.
فأما وراء أفريقية فبلاد تاهرت وبينها وبين أفريقية مسيرة ثلاثين يوما، وهي في يد صاحب الاباضية، وهم ضرب من الخوارج، ووراء تاهرت مسيرة أربعة وعشرين يوما بلد المعتزلة وعليهم رئيس عادل وعدلهم فائض وسيرتهم حميدة، ودارهم طنجة ونواحيها والمستولي عليها في هذا الوقت، ولد محمد بن ادريس بن عبد الله بن حسن بن حسن عليهم السلام، وكان محمد ينزل مليلة وهي آخر مدائن طنجة، فمات بها فانتقل ولده الى فاس «٨٤» ، وهم بها الى هذا الوقت، وراء ذلك بلاد الاندلس والمستولى عليها الاموي ومسكنه فيها في قرطبة والاندلس نهاية الغرب. وبها يجتمع البحرين الذين تقدم وصفنا لهما.
تمت المنزلة السادسة من كتاب الخراج وصنعة الكتابة (والحمد لله)«٨٥»