لما أداها الذي حقن بها دمه. ومنها صدقات الابل والبقر والغنم.
ومنها أخماس الغنائم التي تغنم من أهل الحرب. ومنها أخماس المعادن والركاز «١٠» والمال المدفون العادي من دفائن الجاهلية وسمي المعدن بهذه اللفظة من قولهم: عدن بالمكان اذا أقام به فلان ذلك لازم للموضع الذي يستخرج أبدا منه قيل في موضعه معدن. وسمى الركاز بهذا الاسم لانه ركز بالارض، أو ضل فيها. ومنها سيب البحر مما يقذف به ويستخرج منه مثل العنبر والحلية ومنها ما يجري مجراهما. والسيب، العطاء فاشتقت هذه اللفظة من ذلك لانه شبه ما يؤخذ من البحر بما يعطيه «١١» المعطي وفيه الخمس أيضا. ومنها ما يأخذه العاشر من أموال المسلمين، وأهل الذمة والحرب التي يديرونها في التجارات ويمرون بها عليه. ومنها ما يؤخذ من اللقط في الطرق وما جرى مجراها. وأثمان الاباق وما يؤخذ مع اللصوص من الاموال والامتعة اذا لم يأت لذلك طالب يستحقه، ومنها ما يؤخذ من مواريث من يموت ولا يخلف وارثا لماله. فهذه وجوه الاموال. وكان الرسول الله عليه السلام «١٢» ، ما أفاءه الله عليه من المشركين مما لم يوجف المسلمون عليه بخيل ولا ركاب «١٣» لانه أتاه عليه السلام عفوا بلا قتال أحد من المسلمين عليه ولا يجشمهم سفرا اليه وهي فدك، وأموال بني النضير.
ومما كان عليه السلام يصطفيه من كل غنيمة يغنمها المسلمون قبل القسمة من عبد أو امة أو قوس وسهمه عليه السلام من أخماس الغنائم. ثم لما قبض صلّى الله عليه وسلم ذهب ذلك كله بذهابه.