وصالحهم على أتاوة. وقالوا «٥٣٩» : ثم عزل [عمر]«٥٤٠» حذيفة عن أذربيجان، وولاها عتبة بن فرقد السلمي، فأتاها من ناحية شهرزور على السلق الذي يعرف بمعاوية الاودي. فلما دخل أردبيل وجد أهلها على العهد، وانتفضت عليه نواح فغزاهم، فظفر وغنم وكان معه عمرو بن عتبة ابن فرقد الزاهد.
وقد روى الواقدي، في اسناده: ان المغيرة بن شعبة غزا أذربيجان من الكوفة سنة اثنتين وعشرين حتى انتهى اليها ففتحها عنوة ووضع عليها الخراج. وروى ابن الكلبي، عن أبي مخنف: ان المغيرة غزا أذربيجان سنة عشرين ففتحها. ثم انهم كفروا فغزاها الاشعث بن قيس الكندي، ففتح حصن باجروان «٥٤١» ، وصالحهم على صلح المغيرة. ومضى صلح الاشعث الى اليوم. ولما كان زمن عثمان ولي الوليد بن عقبة الكوفة، خرج الوليد فقدم أذربيجان ومعه الاشعث بن قيس. ثم انصرف الوليد وخلفه واليا عليها. فانتفضت عليه فكتب الى الوليد يستمده، فأمده بجيش عظيم، من أهل الكوفة، فتتبع الاشعث موضعا موضعا، وخانا، خانا. والخان في كلام أهل أذربيجان الخير ففتحها على مثل صلح حذيفة وعتبة بن فرقد وأسكنها ناسا من الفرس «٥٤٢» من أهل العطاء، والديوان، وأمرهم بدعاء الناس الى الاسلام. ثم ولى سعيد بن العاص فغزا أذربيجان، وأوقع بأهل موقان وجيلان وجمع له خلق من الارمن، وأهل أذربيجان فوجه اليهم جرير بن عبد الله البجلي فهزمهم وأخذ رئيسهم فصلبه على قلعة باجروان «٥٤٣» .