سنوأنجر «٦٥٨» فحصر أهله فصالحوه على ثلثمائة ألف ومضى الاحنف الى مرو الروذ فحصر أهلها واجتمع له أهل الجوزجان، والطالقان والفارياب ومن حولهم فبلغوا ثلاثين ألفا وجاءهم أهل الصغانيان وهم من الجانب الشرقي من النهر، ونزل الاحنف بين المرغاب «٦٥٩» والجبل، فقاتلوه قتالا شديدا، ومن كان يجمع معهم من الترك، فصالحهم مرزبانها وهو من ولد باذام صاحب اليمن، أو ذو قرابة له، فكتب الى الاحنف:«ان الذي دعاني الى الصلح أسلام باذام» فصالحه على ستمائة ألف، وكانت للاحنف خيل قد سارت الى رستاق يقال له بغّ، فأخذته واستاقت مواشي منه، وكان الصلح بعد ذلك.
ووجه الاحنف من مرو «٦٦٠» الروذ، الاقرع بن حابس التميمي، في خيل الى الجوزجان، فلقى العدو بها، وقد كان صاروا اليها، فكانت المسلمين حوله. ثم انهم كروا فهزموهم، وفتحوا الجوزجان عنوة، وفتح الاحنف الطالقان صلحا، وفتح الفارياب أيضا على مثل ذلك. ويقال بل فتحها أمير بن أحمر [اليشكري]«٦٦١» . وسار الاحنف الى بلخ وهي مدينة طخارى فصالحه أهلها على سبعمائة ألف وأستعمل عليها أسيد بن المتشمس «٦٦٢» وسار الى خوارزم وهي من سقى النهر، ومدينتها شرقية فلم يقدر عليها فأنصرف الى بلخ، وقد جبى أسيد صلحا، فاستوعب ابن عامر فتح ما دون النهر، على ما تقدم من شرح ذلك.