وأمره أن يحسن صحبة من تبعه من الجنود، بتعهدهم في البعوث، وان يكثر عرضهم ويتفقد دوابهم، وأسلحتهم وأخذهم باستجادتها والثقة فيها، فان ذلك مما يزيد الله أهل السلامة «٣٢» تمسكا بها، وأهل الدعارة تنائيا عنها.
وأمره أن يعرف لقواد أمير المؤمنين وشيعته حقوقهم، وينزلهم منازلهم، ويزيد في اكرامهم ورفع مقاديرهم، فان ذلك مما يشحذ نياتهم، ويزيد في بصائرهم.
وأمره بأن لا يأخذ أحدا بقرف أو تهمة دون أن يكون من أهل الريب والظنة. وان لا يعاقبه بشبهة دون أن تظهر له الدلائل البينة، والعلامات الواضحة. وأن لا يأخذ أهل التصون والسلامة، بجرائم الدعار، وذوي المفسدة
وأمره أن يبسط الامان لمن أتاه سلما، ولا يجعل ذلك الى الغدر بهم سلما، ويحذر أن يسمع عنه من استعمال الحيل والمواربة، ما يقابل عليه بالرواغ من واجب المطالبة.
وأمره أن يتعهد ثغوره وفروجه، وأطرافه ومصالحه، ويحترس من اختلال يقع فيها، ويوليها من له الحنكة والتجربة بمثلها.
وأمره أن يكثر مطالعة أعماله بنفسه، وثقات من تبعه، وان يتيقظ في ذلك تيقظا يزيد الريبة ويمنع الغفلة ويصد عن الغرة.
وأمره أن لا يمضي حدا، أو ينفذ حكما في قود ولا قاص، الا ما استطلع فيه رأي أمير المؤمنين، وانتظر من الاجابة ما يكون عليه عمله وعنده وقوفه.