وأمره، أن يديم عرض جنده حتى يعلم علمهم ويطلع على حقيقة أمرهم، ويلزمهم مراكبهم.
وأمره أن يشرف على مراقبه ومحارسه، حتى يحكم أمر المرتبين فيها ويدر عليهم أرزاقهم، ولا يتأخر «٤١» عنهم بشيء منها.
وأمره أن يتفقد أمر المراكب المنشأة حتى يحكمها ويجود آلاتها، ويتخير الصناع لها، ويشرف على ما كان منها في الموانيء، ويرفعها من البحر الى الشاطئ في المشاتي، وهيج الرياح المانعة من الركوب فيها.
وأمره، أن تكون فواثيره «٤٢» وعيونه الذين يبعث بهم، ليعرف أخبار عدوه من ذوي الصدق «٤٣» ، والنصيحة، والدين، والامانة والخبرة، بالبحر وموانيه، ودخلاته ومخابئه، حتى لا يأتوا الا بالصدق من الخبر، والصحيح من الاثر، وان رهقتم من مراكب العدو ومما لا قوام لكم به، فانحازوا الى المواضع التي يعرفونها، ويعلمون النجاة بالانحياز اليها.
وأمره أن لا يدخل في النفاطين، والنواتية والقذافين، ولا في غيرهم، من ذوي الصناعات والمهن في المراكب، الا من كان طبا ماهرا، حاذقا صبورا معالجا، وأن يكون من يحمله معه في المراكب، أفاضل الجند وخيار الاولياء، أصدق نية واحتسابا وجرأة، على العدو وارتكابا.