احزم من الاسراع والتعجل. ومما يجب على خادم الملك ان يستشعره وهو ان اغلاظا ان أغلظه الملك في خطابه أياه فانما أكثر ذلك لعزة الملك وحميته لا لعداوة ومقت يكونان في نفس الملك عليه فأنه اذا استشعر بهذا «١١» لم يعترض له تغير لما يجري منه ويخشى ان يكون مبغضا عنده من أجله، وممقوتا لديه فتتحرك لذلك نفسه ويعرض له ما يعرض لمن كان في مثل طبيعته وانه اذا كان جبانا دخله ذل وهلع وان كان شجاعا عارضه حمية وغضب فشيت هذه الاحوال اليه وأفسدت عليه ما هو بسبيله.
واذا أضرب عنه صفحا وقابلها بالاغضاء لما يستشعره من سببها هانت عليه واستقام معها أمره. ومما يجب أن يتحفظ خادم الملك ويحذره أن يومى الى انسان بحضرته بمسارة أو يهمس الى أحد بهمسة فان ذلك في ظاهره لا يليق «١٢» بمجالس الجلة وذوي الاقدار العالية الى ما يتصل من وقوع الظنة وحدوث الريبة.